البطولة

محسن متولي.. آسر القلوب وساحر المناصرين

لروابط تبقى صامدة مهما اشتد الحنين وطال الفراق، مشاعر خاصة وذكريات استثنائية سعيدة تنبعث ما إن تلاقي حابكها الذي جعلها راكدة في رفها الخاص، البطل المفتقد عاد ليحيى عهده ويواصل حكايته لمن تعطشوا لتتمتها، حكاية “المايسترو” محسن متولي، آسر القلوب وساحر المناصرين.

رأى محسن متولي النور في الثالث من مارس سنة 1986 في الدار البيضاء، بداياته في كرة القدم كانت عند انضمامه إلى مركز التكوين الخاص بنادي الرجاء الرياضي سنة 2004، نشأ في الأخضر وأعير لموسم واحد إلى فريق اتحاد تواركة سنة 2006، عاد إلى الرجاء سنة 2007 لتكون انطلاقته مع الفريق الأول.

تألق متولي وقدم مستويات كبيرة، حينها حاز مع الفريق على البطولة الوطنية ثلاث مرات، ولقب كأس العرش موسم 2011-2012 بعد عودته من الإعارة التي امتدت لموسم واحد مع نادي الإمارات الإماراتي.

كان متولي حينها محبوب الجماهير وفتاهم المدلل، سحرهم بأسلوبه المميز وعروضه التي جعلت نجم الفريق الأول، قدم مستويات كبيرة مع الفريق في مباريات الديربي وكذا المنافسات المحلية والقارية، إلا أن سنة 2013 كانت استثنائية للاعب والفريق ككل بالمشاركة التاريخية في كأس العالم للأندية، هي المناسبة التي عاشها الفريق والأنصار كقصص الألف ليلة وليلة، حدث سيبقى خالد لدى كل “رجاوي” شهد لتلك المشاركة الاستثنائية التي انتهت ببلوغ نهائي المنافسة ومواجهة بايرن ميونخ، بعد الإطاحة بكل من أوكلاند سيتي، مونتيري المكسيكي وأتليتيكو مينيرو البرازيلي.
سنة 2014 متولي خوض تجربة بالدوري القطري بداية بنادي الوكرة القطري، مغادرا فريقه الأم الذي لعبه بقميصه حينها 181 مباراة وسجل 55 هدفا، دافع عن ألوان الوكرة لثلاثة مواسم لعب خلالها 77 مباراة وسجل 25 هدفا، لينتقل سنة 2017 إلى نادي الريان الذي لعب له 36 مباراة وسجل 7 أهداف، ليعرج سنة 2018 إلى نادي الأهلي القطري الذي خاص معه 23 مباراة وسجل 5 أهداف.

صيف سنة 2019 قرر متولي العودة إلى بيته والفريق الذي شهد لبداياته، وهو في 33 من عمره أعلن متولي وكذا نادي الرجاء الرياضي توصلهما لاتفاق يقضي بانضمام اللاعب في صفقة انتقال حر، الشكوك حامت حول اللاعب حينها ومدى قدرته على تقديم ما كان يُشهد عليه سابق، والأنصار ظلوا محتفظين بصورة متولي، صورة النجم  الذي تألق بألوانهم، النجم الذي سحرهم وقاد فريقهم إلى المجد.

التحق متولي بالرجاء وسرعان ما استأنف إبداعه الذي عُهد عليه، تألق وسطع نجمه من جديد، كان ورقة الرجاء الرابحة والرجل الحاسم في العديد من المباريات إلا أن لقاء الديربي في إياب الدور الـ16 من البطولة العربية كان الأفضل له، بقيادته الفريق نحو تحقيق “ريمونتادا” تاريخية أمام الغريم الذي كانت متفوقا بأربعة أهداف مقابل هدف، قبل أن يقبل الرجاء الطاولة ويعدل النتيجة في آخر أنفاس المباراة ويعبر إلى الدور القادم بأفضليته في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، حينها أثبت متولي أنه ما زال يمتلك الكثير الذي يجهله الجميع، بل أصبح لاعبا مخضرما قائدا يتمتع بإمكانيات كبيرة لم تخفت.

رابطة متولي مع الرجاء وأنصاره نادرة، هي حكاية خالدة لدى كل عاشق للفريق تابع اللاعب وما يعرضه من أداء ومتعة في الميادين، شاهد كيف يقاتل رافضا الاستسلام حتى في الفترات التي تخور فيها القوى وتحبط النفوس، لاحظ غيرته على الفريق وقتاليته على الشعار والألوان، متولي هو نجم الماضي والحاضر، هو كالذهب الذي لا يصدأ.


انتخاب البرناكي رئيسا للوداد: محمد طلال يرد



whatsapp تابعوا آخر أخبار الرياضة عبر واتساب
زر الذهاب إلى الأعلى